we love mohammad

يبدأ الناس بالسلام، وينصرف بكلّه إلى محدثه صغيراً كان أو كبيراً، وكان آخر من يسحب يده إذا صافح, وإذا جلس جلسَ حيث ينتهي به المجلس، لم يُرَ ماداً رجليه قط, ولم يكن يأنف من عمل لقضاء حاجته، أو حاجة صاحب أو جار، كان يخدم نفسه, وكان يجيب دعوة الحر والعبد، قال: ( لو دعيت إلى كراع أو ذراع لأجبت ) وكان يقبل عذر المعتذر، وكان يرفو ثوبه، ويخصف نعله، ويخدم نفسه، ويعقل بعيره، وكان في خدمة أهله, وكان يأكل مع الخادم، ويقضي حاجة الضعيف والبائس، كان يمشي هوناً، خافض الطرف، متواصل الأحزان، دائم الفكر، لا ينطق من غير حاجة، كلامه هادف، يبتعد عن اللغو.. طويل السكوت، كان يحذر الناس، ويحترس منهم من دون أن يطوي بشره عن أحد, فيه ابتسامة تعلو وجهه دائماً, لا يهين أحداً، لا يُحمر الوجوه، لا يحرج أحداً، ويعظم النعم مهما دقت، لا يذم منها شيئاً, ما ذمّ طعاماً قط، ولا يذم مذاقاً، ولا يمدحه, لا تغضبه الدنيا وما كان لها، ولا يغضب لنفسه ولا ينتصر لها, إذا غضب أعرض وأشاح، وإذا فرح غضّ طرفه. كان يؤلف ولا يفرق، يقرب ولا ينفر، يكرم كريم كل قوم، ويوليه عليهم، أي يعرف أقدار الرجال. يتفقد أصحابه دائما, يحسن الحسن ويصوبه ويقبح القبيح ويوهنه, ولا يحسب جليسه أن أحداً أكرم عليه منه، ما التقى بإنسان إلا ظن أنه أقرب الناس إليه, كان دائم البشر، سهل الخلق، لين الجانب، ليس بفظ، ولا غليظ، ولا صخاب، ولا فحاش، ولا عياب، ولا مزاح، يتغافل عما لا يشتهي ظلّه خفيف، ولا يخيب فيه مؤمله، لا يذم أحداً ولا يعيره، ولا يطلب عورته، ولا يتكلم إلا فيما يرجى ثوابه, يضحك مما يضحك منه أصحابه، ويتعجب مما يتعجبون، ويصبر على الغريب وعلى جفوته..
والحديث عن شمائله لا تتسع له المجلدات، ولا خطب في سنوات، ولكن الله جلّ جلاله لخصها في كلمات فقال: " وإنك لعلى خلق عظيم "

More by AMR ALMI

View profile